مايكروسوفت تخطط لدمج ChatGPT في برامج اوفيس

مايكروسوفت تخطط لدمج ChatGPT في برامج اوفيس

بعد أن استثمرت مايكروسوفت مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي OpenAI، أصبحت تهدد كبرى الشركات المنافسة لها كشركة جوجل وخدمات أمازون السحابية من خلال توظيف أداة ChatGPT في تحسين محرك البحث الخاص بها Bing.

يبدو أن المنافسة بين شركتي مايكروسوفت وجوجل هي الأقوى هذه العام وستتصدر العناوين، حيث أن شركة جوجل أحست بالتهديد الذي قد تشكله أداة ChatGPT القادرة على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل تفاعلي وذاتي التعلم، تخيّل أن تكون هناك أداة قادرة على تطوير نفسها من خلال التفاعل مع المستخدمين ومنحهم تجربة بحث فريدة وسهلة للغاية. كان كل هذا سبب لإسراع شركة جوجل في البحث وتكثيف الجهود والمجيء بأداة تنافس مساعي مايكروسوفت في القضاء على عملاق البحث جوجل، ولهذا أعلنت جوجل عن أداة Bard AI والتي تعمل بشكل مماثل لـ ChatGPT إلا أنها ما زالت في المرحلة التجريبية وتحت الاختبار للتحقق من دقة الإجابات وتطوير إمكانياتها.

بعد أن أعلنت شركة مايكروسوفت عن دمج ChatGPT لتحسين إمكانيات محرك البحث Bing، كشفت عن إمكانية دمج هذه الأداة بمجموعة تطبيقات أوفيس أيضًا، الأمر الذي سيغير طريقة تعامل المستخدمين مع هذه التطبيقات للأبد وسيحسن منها بصورة كبيرة.

 

دمج الذكاء الاصطناعي ببرامج أوفيس Microsoft 365

أعلنت شركة مايكروسوفت عن إطلاق النسخة المطورة من محرك البحث Bing في بداية شهر آذار من العام الحالي، ولكن يبدو أن الشركة تخطط لأكثر من ذلك بكثير، فبحسب العديد من المصادر، تختبر شركة مايكروسوفت حاليًا إمكانية دمج ميزات أداة ChatGPT مع مجموعة برامج أوفيس، إلا أنه حتى الآن لم تعلن الشركة عن أي جدول زمني محدد لقيام بذلك، كما أن لا يوجد أخبار مؤكدة حول احتمالية وجود إصدار جديد من برامج مايكروسوفت أوفيس تتضمن التقنية الجديدة أم لا.

 

كيف سيؤثر دمج ChatGPT بمجموعة برامج Microsoft 365 على المستخدمين؟

ستغير هذه الخطوة طريقة تعامل المستخدمين مع برامج مايكروسوفت أوفيس من حيث بساطة المهام وإمكانية أدائها بسرعة وجودة عالية.

إنشاء النصوص وتلخيصها واقتراح عبارات بديلة

يُمكن لبرنامج Microsoft Word الآن تصحيح الأخطاء اللغوية والإملائية وإتاحة الفرصة لحذف الكلمات المكررة مما لا شك يحسن من النص، ولكن تخيّل أن تكون قادر إنشاء خيارات متعددة من النصوص في أي من المجالات خلال وقت لا يتجاوز عدة ثواني!

للذكاء الاصطناعي القدرة على تحسين تجربة المستخدم على مايكروسوفت وورد بطريقة غير مسبوقة، فلن تجلس لوقت طويل في كتابة النصوص والمقالات، كل ما عليك هو أن تراجع النسخة التي أنشئها لك البرنامج وتتحرى دقتها، وتجري عليها بعض التعديلات البسيطة التي ترغب بها.

كما سيكون بإمكان المستخدم تلخيص التقارير الطويلة وإبراز النقاط الرئيسية، والحصول على مرادفات وعبارات ملائمة لموضوع النص وتخلو من أي أخطاء يمكن أن يقع بها المستخدم حاليًا.

 

إنشاء عروض تقديمية وتحويل التقارير الطويلة لمعلومات مبسطة

لن تقضي ساعات تحاول وضع كل أفكارك في عرض تقديمي على الـ PowerPoint، فدمج الذكاء الاصطناعي بالبرنامج سيسمح للمستخدم بتحويل التقارير المعقدة والطويلة إلى معلومات مبسطة في عرض تقديمي يبرز النقاط الأساسية ويلخص الأفكار بجودة عالية.

دعونا لا ننسى أن هذه ليست المرة الأولى التي قد تنجح فيها شركة OpenAI في توظيف التكنولوجيا لتسهيل إنشاء العروض التقديمية، ففي وقت سابق طوّرت الشركة تقنية Dall-E القادرة على تحويل النص إلى صورة، والتي من الممكن أن يتم استخدامها بجانب تقنية ChatGPT لإنشاء العروض التقديمية.

 

تحسين المراسلات والمهام عبر البريد الإلكتروني

كتابة رسالة واحدة عبر البريد الإلكتروني قد يستهلك الكثير من الوقت تقضيه في اختيار العبارات المناسبة والمفردات التي تعبر عن أفكارك بأفضل صورة ممكنة، كما أن حديد مواعيد الاجتماعات والفعاليات قد يكون خطوة مملة ومكررة تتمنى لو أن هناك طريقة يُمكن لها أن تسهل كل هذا.

تخطط شركة مايكروسوفت لجعل تجربة البريد الإلكتروني، تجربة مميزة ومحسنة بشكل لم يسبق لأي شركة أخرى أن وصلت إليه، وذلك من خلال دمج تكنولوجيا ChatGPT وربط الـ Word  ببرنامج Outlook، الأمر الذي سيسمح لك بإنشاء أفضل نص في أي مجال تريده عندما تريد إرسال بريد إلكتروني، لن تطلب المساعدة من أحد وستكون قادر على معالجة مجموعة كبيرة من النصوص وإرسال أفضلها.

 

إن قامت شركة مايكروسوفت بهذه الخطوة بالفعل، فإن دمج تكنولوجيا متطورة كـ ChatGPT وإمكانيات OpenAI المتنوعة قد تخلق تجربة هي الأولى من نوعها للمستخدمين، وقد تشكّل تهديد كبير وتحدٍ أمام الشركات المنافسة، التي ستجد نفسها أمام خيارين، إما تكثيف الجهود لتطوير تقنيات تنافس بشراسة كما فعلت شركة جوجل من خلال تطوير BardAI أو التنازل عن مكانها بين أفضل شركات التكنولوجيا في العالم.

اقرأ كيف تخطط مايكروسوفت للإطاحة بجوجل من هنا


كاتبة المقال: خلود مرار

 

 

Quote this on